الثقافة المالية: هل تبدو هذه الكلمات مألوفة؟
ربما سمعتها من أحد المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي أو قرأتها كعنوان في مكتبتك المحلية.
ما هي الثقافة المالية؟
الثقافة المالية هي المعرفة التي تمنحك القدرة على التحكم في وضعك المالي وبناء مستقبل آمن. المبادئ الخمسة للثقافة المالية تساعدك على استخدام المال بحكمة، واتخاذ قرارات مدروسة، وإنشاء ميزانيات، وإدارة الديون، والتخطيط لمستقبل مالي جيد.
المبادئ الخمسة للثقافة المالية
- الكسب: فهم مصادر الدخل وكيفية زيادتها.
- إعداد الميزانية: تنظيم النفقات والتخطيط المالي لتجنب الهدر وتحقيق الأهداف.
- الادخار والاستثمار: تخصيص جزء من المال للمستقبل وتنميته بطرق آمنة وفعالة.
- الاقتراض وإدارة الديون: التعامل بحكمة مع الديون وفهم كيفية إدارتها بشكل لا يؤثر على الاستقرار المالي.
- الإنفاق والتخطيط: استخدام المال بذكاء لتحقيق التوازن بين الاحتياجات والرغبات مع التخطيط للمستقبل.
هذه المبادئ في الثقافة المالية بمثابة خريطة طريق لإدارة المال بحكمة، وهي الأساس لبناء قاعدة مالية متينة. تعلمها وتطبيقها يمكن أن يحسن وضعك المالي الآن وفي المستقبل.
انضم إليّنا على مدار الأسابيع الخمسة القادمة لنساعدك على تبني نمط حياة مسؤول من الناحية المالية.
الأسبوع الأول: الكسب
الدخل هو الأساس لتمويل حياتك المالية. فهو القاعدة التي تحدد أسلوب حياتك ومستقبلك المالي.
تطبيق المبدأ:
- تعلم أن تعيش وفق إمكانياتك، بحيث تغطي نفقاتك دون اللجوء إلى ديون مفرطة.
- تجنب الوقوع في فخ تضخم نمط الحياة.
- قم بإدارة دخلك ومزايا العمل بذكاء.
- ابحث عن طرق لادخار جزء من دخلك للمستقبل.
- بناء خطة تقاعد، سواء كانت مدعومة من الحكومة أو صاحب العمل أو الصناديق الخاصة.
- دراسة برامج الاستثمار التي تقدمها البنوك.
________________________________________________________________
إعداد الميزانية
إعداد الميزانية تتلخص في وضع خطة لكيفية إنفاق أموالك. من خلال إنشاء هذه الخطة يمكنك تحديد مسبقًا ما إذا كان لديك ما يكفي من المال لتغطية احتياجاتك ورغباتك. ببساطة، إعداد الميزانية يعني تحقيق التوازن بين نفقاتك ودخلك.
من المهم أن تعي حقيقة إعتماد ميزانيتك على ظروفك الشخصية، حيث لا يعيش شخصان نفس الحياة أبدًا.
- هل تعيش بمفردك وتغطي جميع نفقاتك؟
- هل أنت والد مسؤول عن عائلتك؟
- هل لديك التزامات مالية عاجلة مثل فواتير طبية / قروض/ أبوين مريضين؟
- هل لديك أهداف مالية كبيرة تريد تحقيقها في المستقبل القريب؟
عند استلام راتبك، فكر في اتباع قاعدة الميزانية 50-30-20.
خصص 50% من دخلك الشهري للاحتياجات
وفقًا لاستراتيجية الميزانية 50/30/20، يجب أن تخصص معظم دخلك لتغطية احتياجاتك الأساسية. وهذا لا يشمل الكماليات مثل قهوة الصباح من ستاربكس أو اشتراك نتفليكس، بل يشمل المصاريف الضرورية لبقائك مثل تكاليف السكن (الإيجار أو الرهن العقاري)، المؤونة الأساسية، تكاليف النقل للعمل، فواتير الخدمات. إذا كنت مدينًا، فإن الحد الأدنى لسداد الديون يعتبر من الاحتياجات أيضًا. تفترض هذه القاعدة أنه يمكنك تغطية جميع هذه النفقات بـ 50% من دخلك بعد خصم الضرائب.
خصص 30% من دخلك الشهري للكماليات
الكماليات هي الأشياء التي تُحسن حياتك لكنها ليست ضرورية للبقاء، وهي الجزء الثاني من قاعدة 50/30/20. تشمل هذه الفئة تناول الطعام في الخارج، الحفلات والفعاليات الرياضية، اشتراكات الصالات الرياضية، الإجازات، الأجهزة الحديثة، المنتجات الفاخرة مثل الأحذية والحقائب ذات العلامات التجارية. إذا لم يكن الشيء ضروريًا لبقائك، فهو “رغبة” وليس “حاجة”.
خصص 20% من دخلك الشهري للمدخرات
- أولاً: ركّز على بناء صندوق للطوارئ.
- ثانيًا: ادخر ما يكفي لتتمكن من استثماره أو لتحقيق أهدافك المستقبلية مثل التقاعد.
- وأخيرًا: ستنجح ميزانيتك فقط إذا كنت تراجع نفقاتك الشهرية وتتابعها. يلعب الوعي الذاتي والتحكم دورًا كبيرًا في الثقافة المالية. التزم بخططك وحاسِب نفسك على النتائج.
من أفضل الطرق للبدء هي مراجعة كشوفات حساباتك البنكية بانتظام؛ فهي تعطيك صورة واضحة ومباشرة عن أسباب الإنفاق التي تستنزف جزءًا كبيرًا من دخلك. عندما تدرك هذه النقاط، يصبح من السهل مقارنة عادات إنفاقك الحالية مع أهدافك أو خططك المالية التي وضعتها مسبقًا. استخدام الأدوات المناسبة مثل جداول تقسيم الميزانية أو التطبيقات الرقمية المخصصة لتسجيل النفقات سيحدث فرقًا كبيرًا إذا ما التزمت باستخدامها بانتظام. هذه الأدوات ستساعدك على متابعة أين يذهب كل مبلغ، مما يضعك في موقع قوة لاتخاذ قرارات مالية أكثر ذكاء.
تذكر أن تحقيق التوازن المالي لا يعني الحرمان، بل يعني الاستمتاع بحياتك مع الحفاظ على مواردك بطريقة تجعلك مستعدًا دائمًا لأي طارئ أو هدف مستقبلي. الأمر أشبه بخطوات صغيرة يومية نحو حياة مالية أكثر استقرارًا وطمأنينة.
